كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قلت صرح بِالتَّحْدِيثِ فِي سِيَاق ابْن ماجه كَمَا قدمْنَاهُ وَالله أعلم.
ثمَّ قَالَ ابْن الْقطَّان وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا إِسْنَاده حسن رَوَاهُ قَاسم بن أصبغ فِي كِتَابه حَدثنَا مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أَبُو الْأَحْوَص ثَنَا مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا... فَذكره قَالَ وَهَؤُلَاء كلهم ثِقَات انْتَهَى.
وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا طرق أُخْرَى تكلم فِيهَا وَهِي عشر طرق رَوَاهَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْعِلَل المتناهية:
الأول فِيهَا حَمَّاد قَالَ وَهُوَ مَجْرُوح أيضا وَفِي الثَّلَاثَة الْأُخْرَى حجاج بن أَرْطَاة قَالَ وَهُوَ مَجْرُوح أيضا وَفِي الْخَامِس صَدَقَة بن مُوسَى قَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَفِي السَّادِس صغدي بن سِنَان قَالَ قَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَفِي السَّابِع الْحُسَيْن بن أَحْمد قَالَ قَالَ مطين هُوَ كَذَّاب ابْن كَذَّاب وَفِي الثَّامِن عُثْمَان بن مقسم قَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَفِي التَّاسِع إِسْمَاعِيل بن عَمْرو قَالَ قَالَ الرَّازِيّ ضَعِيف وَفِي الْعَاشِر مُوسَى بن مُحَمَّد الْبُلْقَاوِيُّ قَالَ قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يكذب وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع وَالله أعلم.
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن جَابر الْجعْفِيّ عَن الشّعبِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتم علما جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مُلجمًا بلجام من نَار انْتَهَى.
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ ابْن ماجه فِي سنَنه فِي السّنة من حَدِيث عَمْرو بن سليم ثَنَا يُوسُف بن إِبْرَاهِيم سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره.
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن وَاسع من حَدِيث يَحْيَى بن سليم الطائقي عَن عمرَان بن مُسلم عَن مُحَمَّد بن وَاسع عَن أنس مَرْفُوعا.
رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ وَمن طَرِيق أُخْرَى فِيهَا عَلّي بن زيد بن جدعَان وَضعف الأول فِي يَحْيَى بن سليم وَالثَّانِي بعمر بن شَاكر وَالثَّالِث ابْن جدعَان.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْعلم من طَرِيق ابْن وهب عَن عبد الله بن عَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي عَن أَبِيه عَن عبد الرَّحْمَن الْجبلي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ مَرْفُوعا... فَذكره قَالَ الْحَاكِم إِسْنَاده صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لَهُ عِلّة انْتَهَى.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث معمر بن زَائِدَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه.
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِمَعْمَر بن زَائِدَة وَقَالَ أنه لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه انْتَهَى.
وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ رَوَاهُمَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية.
فِي الأول أَحْمد بن أبي الرِّجَال قَالَ وَكَانَ رجلا صَالحا إِلَّا أنه أَدخل عَلَيْهِ فِي الثَّانِي حسن بن كُلَيْب قَالَ وَقد ضعفه الْخَطِيب انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا زُهَيْر ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن عبد الْأَعْلَى عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سوار بن مُصعب عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله مَرْفُوعا وَشَيخ الطَّبَرَانِيّ فِيهِ مُحَمَّد بن الْفضل السَّقطِي وَأعله ابْن عدي فِي كَامِله بِهِ وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَأعله أيضا بِسوار بن مُصعب وَنقل تَضْعِيفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من ثَلَاث طرق أُخْرَى.
فِي الأول مُوسَى بن عُمَيْر قَالَ قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب.
فِي الثَّانِي حَمْزَة الجرزي قَالَ قَالَ ابْن عدي يضع.
وَفِي الثَّالِث هَيْصَم بن شَدَّاخٍ قَالَ قَالَ ابْن حبَان يروي الطَّامَّات لَا يحْتَج بِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُوسَى بن عُمَيْر عَن الحكم بن عتيبة عَن الْأسود عَن ابْن مَسْعُود... فَذكره.
وَأما حَدِيث طلق بن عَلّي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْفَزارِيّ عَن أَيُّوب بن عتبَة عَن قيس بن طلق عَن أَبِيه طلق بن عَلّي مَرْفُوعا.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأعله بِأَيُّوب بن عتبَة وَقَالَ أنه ضَعِيف.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ حَمَّاد بن مُحَمَّد وَأَيوب بن عتبَة وَقيس بن طلق كلهم مضعفون انْتَهَى.
وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن حسان بن سياه ثَنَا الْحسن بن ذكْوَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا وَأعله بِحسان وَقَالَ عَامَّة حَدِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى.
وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية بِهِ بالْحسنِ بن ذكْوَان قَالَ قَالَ أَحْمد وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ من طَرِيق أُخْرَى فِيهَا خَالِد بن يزِيد الْأنْصَارِيّ قَالَ يَحْيَى كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات.
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن ماجه فِي سنَنه من حَدِيث مُحَمَّد بن دَاب عَن صَفْوَان بن سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه مَرْفُوعا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتم علما مِمَّا ينفع النَّاس فِي الدَّين ألْجمهُ الله بلجام من نَار وَفِيه زِيَادَة حَسَنَة.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية نَحوه ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن دَاب قَالَ أَبُو زرْعَة فِيهِ يكذب انْتَهَى وَرَوَاهُ من طَرِيق أُخْرَى فِيهَا يَحْيَى بن الْعَلَاء قَالَ.
قَالَ أَحْمد كَذَّاب يضع الحَدِيث.
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن عسل بن سُفْيَان التَّمِيمِي عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله مَرْفُوعا وَأعله بِعَسَل بن سُفْيَان وَضَعفه عَن أَحْمد وَالْبُخَارِيّ.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الْحسن بن عَرَفَة ثَنَا عبد الرازق ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر ثمَّ قَالَ قَالَ عَلّي بن الْعَبَّاس هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أصل لَهُ وَلَا يعرف الْحسن بن عَرَفَة رَوَى عَن عبد الرازق انْتَهَى.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ أيضا من حَدِيث الْحسن بن عَلّي الشروي عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ قَالَ وَالْحسن هَذَا مَجْهُول بِالنَّقْلِ انْتَهَى.
وَذكره الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره أَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ عشرَة من الصَّحَابَة وَسَمَّاهُمْ كَمَا ذَكَرْنَاهُمْ إِلَّا أنه ذكر عوض عَائِشَة عَمْرو بن عبسة وَقَالَ إِن فِي كل مِنْهُمَا مقَالا انْتَهَى.
وَحَدِيث عَمْرو بن عبسة رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَمَتنه أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من كتم علما فقد برْء من الإسلام انْتَهَى.
ثمَّ نقل ابْن الْجَوْزِيّ عَن الإِمَام أَحْمد أنه قَالَ لَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء انْتَهَى.
وَلم أجد فِي أَلْفَاظه من كتم علما عَن أَهله.
عَن عَلّي رَضِيَ الله عَنْه أنه قَالَ مَا أَخذ الله عَلَى أهل الْجَهْل أَن يتعلموا حَتَّى أَخذ عَلَى أهل الْعلم أَن يعلمُوا.
قلت أخبرنَا الشَّيْخ الصَّالح الْمسند الْخَطِيب أَبُو الْفَتْح صدر الدَّين مُحَمَّد بن الإِمَام الْمُحدث شرِيف الدَّين مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْمَيْدُومِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنا الْمسند نجيب الدَّين أَبُو الْفرج عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم بن عَلّي بن الصَّقِيل الْحَرَّانِي سَمَاعنَا عَلَيْهِ سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة أَنا أَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن كُلَيْب أَنا أَبُو عَلّي مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان أَنا أَبُو عَلّي الْحسن بن الْحُسَيْن بن دَوْمًا أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن نصر بن عبد الله بن الْفَتْح الذِّرَاع قَالَ كتب إِلَى الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَأذن لي فِي رِوَايَته أَنا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف ثَنَا الْحسن ابْن عمَارَة قَالَ أتيت الزُّهْرِيّ بعد أَن ترك الحَدِيث فَأَلْفَيْته عَلَى بَاب دَاره فَقلت إِن رَأَيْت أَن تُحَدِّثنِي فَقَالَ أما علمت أَنِّي تركت الحَدِيث فَقلت لَهُ أَنا حَدثنِي الحكم بن عتيبة عَن يَحْيَى الجزار سَمِعت عليا يَقُول مَا أَخذ الله عَلَى أهل الْجَهْل أَن يتعلموا حَتَّى أَخذ عَلَى أهل الْعلم أَن يعلمُوا قَالَ فَحَدثني أَرْبَعِينَ حَدِيثا انْتَهَى.
وَهَذَا الْإِسْنَاد اشْتَمَل عَلَى جمَاعَة ضعفاء.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة.
وَذكره الإِمَام أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من غير سَنَد فَقَالَ وَيروَى عَن عَلّي أنه قَالَ... الحَدِيث.
وَهُوَ فِي الفردوس عَن عَلّي مَا أَخذ الله مِيثَاق الْجَاهِل أَن يتَعَلَّم حَتَّى أَخذ مِيثَاق الْعَالم أَن يُعلمهُ انْتَهَى وَهَذَا عَلَى عَادَته فِي ذكر اسْم الرَّاوِي وَحذف اسْم النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيكون مَرْفُوعا عِنْده.
- الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ:
رُوِيَ عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سَأَلَ الْيَهُود عَن شَيْء مِمَّا فِي التَّوْرَاة فَكَتَمُوا الْحق وَأَخْبرُوهُ بِخِلَافِهِ وأروه أَنهم صدقوه وَاسْتحْمدُوا إِلَيْهِ وفرحوا بِمَا فعلوا فَأطلع الله رَسُوله عَلَى ذَلِك وَسَلاهُ بِمَا أنزل من وَعِيدهمْ فِي قوله: {لَا تحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا}.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن مَرْوَان قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافع إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ لَئِن كَانَ كل امْرِئ منا إِن فَرح بِمَا أُوتِيَ وَحمد بِمَا لم يفعل لَنُعَذَّبَنَّ جَمِيعًا فَقَالَ ابْن عَبَّاس إِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل الْكتاب أَتَاهُ الْيَهُود فَسَأَلَهُمْ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن شَيْء فَكَتَمُوهُ وَأَخْبرُوهُ بِغَيْرِهِ فَخَرجُوا وفرحوا أَنهم أَخْبرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنهُ وَاسْتحْمدُوا بذلك إِلَيْهِ وفرحوا بِمَا أَتَوا من كِتْمَانه إِيَّاه مَا سَأَلَهُمْ عَنهُ انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ ويل لمن قَرَأَ هَذِه الْآيَة فمج بهَا قَالَ المُصَنّف أَي لم يتفكر فِيهَا وَلم يَعْتَبِرهَا وَالْآية: {إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض} الْآيَة.
قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو وَلَعَلَّ بعده حَدِيثا آخر وَهُوَ فِي الْبَقَرَة فلينقل هَاهُنَا.
- الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ:
عَن ابْن عمر رَضِيَ الله عَنْه أنه قَالَ لعَائِشَة أَخْبِرِينِي بِأَعْجَب مَا رَأَيْت من رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ وأَطَالَت ثمَّ قَالَت كل أمره عجب أَتَانِي فِي لَيْلَتي فَدخل فِي لِحَافِي حَتَّى الصق جلده بِجِلْدِي ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة هَل لَك أَن تَأْذَنِي لي فِي عبَادَة رَبِّي الله اللَّيْلَة فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي لأحب قربك وَأحب هَوَاك فقد أَذِنت لَك فَقَامَ إِلَى قربَة من مَاء فِي الْبَيْت فَتَوَضَّأ وَلم يكثر من صب المَاء ثمَّ قَامَ يُصَلِّي فَقَرَأَ من الْقُرْآن وَجعل يبكي حَتَّى بلغت الدُّمُوع حقْوَيْهِ ثمَّ جلس فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَجعل يبكي ثمَّ رفع يَدَيْهِ وَجعل يبكي حَتَّى رَأَيْت دُمُوعه قد بلت الأَرْض فَأَتَاهُ بِلَال يُؤذنهُ بِصَلَاة الْغَدَاة فَرَآهُ يبكي فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله أَتَبْكِي وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا بِلَال أَفلا أكون عبدا شكُورًا ثمَّ قَالَ وَمَالِي لَا أبْكِي وَقد أنزل الله عَلّي فِي هَذِه اللَّيْلَة {إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار} ثمَّ قَالَ ويل لمن قَرَأَهَا وَلم يتفكر فِيهَا وَرُوِيَ ويل لمن لَاكَهَا بَين فَكَّيْهِ وَلم يَتَأَمَّلهَا.
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء قَالَ دخلت أَنا وَعبد الله بن عمر وَعبيد بن عُمَيْر عَلَى عَائِشَة فَقَالَت لِعبيد قد آن لَك أَن تَزُورنَا فَقَالَ أَقُول يَا أمه كَمَا قَالَ الأول زر غبا تَزْدَدْ حبا فَقَالَت دَعونَا من بَطَالَتكُمْ هَذِه ثمَّ قَالَ ابْن عمر لعَائِشَة أَخْبِرِينَا بِأَعْجَب شَيْء رَأَيْتِيه من رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَتْ ثمَّ قَالَت لما كَانَت لَيْلَة من اللَّيَالِي قَالَ يَا عَائِشَة ذَرِينِي اللَّيْلَة أَتَعبد لرَبي قلت وَالله لأحب قربك وَأحب مَا يَسُرك قَالَت فَقَامَ فَتطهر ثمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَت فَلم يزل يبكي حَتَّى بل الأَرْض فجَاء بِلَال يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ يبكي قَالَ يَا رَسُول الله لم تبْكي وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر قَالَ أَفلا أكون عبدا شكُورًا لقد أنزلت عَلّي اللَّيْلَة آيَة ويل لمن قَرَأَهَا وَلم يتفكر فِيهَا {إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار} الْآيَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الْوَفَاء وَأَبُو الْقَاسِم الْأَصْفَهَانِي فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب والثعلبي وَعبد بن حميد وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم كلهم عَن أبي جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ دخلت أَنا وَابْن عمر عَلَى عَائِشَة فَقَالَ لَهَا ابْن عمر أَخْبِرِينِي... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف وَلم يذكرُوا كلهم الرِّوَايَة الثَّانِيَة ويل لمن لَاكَهَا بَين فَكَّيْهِ وَلم يَتَأَمَّلهَا لَكِن رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرّوم بالسند الْمَذْكُور أَعنِي عَن أبي جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمن آيَاته خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُم قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْح لمن لَاكَهَا بَين لحييْهِ ثمَّ لم يتفكر فِيهَا انْتَهَى.
- الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ:
عَن عَلّي رَضِيَ الله عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل يتَسَوَّك ثمَّ ينظر إِلَى السَّمَاء وَيَقُول: {إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن حمدَان ثَنَا يُوسُف بن عبد الله بن ماهان ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد عَن الْحجَّاج عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن مُحَمَّد بن عَلّي بن أبي طَالب عَن عَلّي بن أبي طَالب أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... إِلَى آخِره.
وَفِي الْكتب السِّتَّة فِي الصَّلَاة مُخْتَصرا وَمُطَولًا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة قَالَت فَتحدث النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهله سَاعَة ثمَّ رقد فَلَمَّا كَانَ ثلث اللَّيْل الْأَخير فَتَسَوَّكَ ثمَّ نظر إِلَى السَّمَاء وَهُوَ يَقُول إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى ختم السُّورَة انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من أحب أَن يرتع فِي رياض الْجنَّة فليكثر ذكر الله تعالى.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَفِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء حَدثنَا يَحْيَى بن وَاضح عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن أبي عبد الله الْقَرَّاظ عَن معَاذ ابْن جبل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره.
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ.
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاق بن أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي سَمِعت مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي يحدث عَن أبي عبد الله الْقَرَّاظ عَن معَاذ عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره وَزَاد فِيهِ قصَّة.
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة العنكبوت عِنْد قوله تعالى وَلذكر الله أكبر.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْوَاقِعَة من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة بِهِ سندا ومتنا.